"الاعتقالات لا تثنينا": مجلس طلبة النجاح يندد بملاحقة طلابه بين الاحتلال والسلطة

في تطوّر جديد يعكس تصاعد الاستهداف الممنهج للطلبة والنشاط الطلابي في فلسطين، أعلن مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية، في بيان رسمي، عن اعتقال رئيسه "عمرو قواريق" من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أقل من أسبوعين على خروجه من سجون السلطة الفلسطينية، حيث كان معتقلًا لمدة 87 يومًا دون تهمة واضحة.

البيان أشار إلى أن اعتقال قواريق لم يكن حالة فردية، بل جاء ضمن سلسلة اعتقالات طالت عددًا من الطلبة خلال أسبوعين فقط، من بينهم: عمر شملاوي، عبادة سلامة، عمر عاصي، ومحمد شنطور، معتبرًا أن ما يجري هو "اعتداء سافر على صوت الطلاب وإرادتهم، وعلى رمزية العمل النقابي الحر".

كما أكد المجلس أن هذه الاعتقالات ليست سابقة من نوعها، بل تكرار لنمط طال سابقًا رؤساء للمجلس، مثل الطالبين عمر ساري ومحمد سلامة، بالإضافة إلى عشرات الطلبة الذين دفعوا حريتهم ثمنًا لعملهم النقابي وتعبيرهم الحر داخل الحرم الجامعي.

اللافت في البيان هو الإشارة إلى ما وصفه بـ"سياسة الباب الدوار"، حيث أوضح أن اعتقالات الاحتلال عادةً ما تسبقها استدعاءات أو اعتقالات لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مشيرًا إلى اعتقال السلطة الفلسطينية سابقًا لعدد من الطلبة على خلفية نشاطهم الطلابي المشروع، من بينهم: أحمد عبيد، سعيد الخفش، يحيى القوقا، عميد حجازي، وجهاد أحمد، بعضهم من الأسرى المحررين.

واعتبر المجلس أن "تكامل الاعتقالات المزدوجة"، بين الاحتلال وأجهزة السلطة، لا يستهدف فقط الأصوات الطلابية، بل يطعن في صميم الحلم الفلسطيني بمجتمع حرّ وموحد يحفظ الكرامة.

وفي ختام بيانه، دعا مجلس الطلبة إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وناشد المؤسسات الحقوقية والأطر الطلابية والفعاليات الوطنية للتحرك الجاد من أجل وقف هذا الاستهداف المتصاعد، مؤكدًا أن هذه الاعتقالات "لن تزيد الحركة الطلابية إلا صمودًا، وإيمانًا بعدالة قضيتها وعمق رسالتها النقابية والوطنية".

ويُعد مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية من أعرق الأجسام النقابية الطلابية في فلسطين، وله تاريخ طويل في العمل النقابي والوطني منذ تأسيس الجامعة. وقد شكّل على مدار العقود الماضية مساحة حرة للنشاط السياسي والنقابي داخل الحرم الجامعي، وكان خط الدفاع الأول عن قضايا الطلبة وحقوقهم، كما لعب دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، واحتضان العمل الوطني بكافة أشكاله، رغم ما تعرض له من محاولات قمع واحتواء.

ومنذ بداية الانتفاضات الفلسطينية وحتى اليوم، تميز مجلس الطلبة في جامعة النجاح بالحيوية السياسية، والانخراط الفاعل في قضايا المجتمع الفلسطيني، وهو ما جعله هدفًا دائمًا للاعتقال والملاحقة، سواء من قبل الاحتلال أو أحيانًا من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في إطار ما بات يُعرف بسياسة "تجفيف العمل النقابي الحر".

وتأتي هذه الاعتقالات الأخيرة كحلقة جديدة في مسلسل استهداف الحركة الطلابية، التي لا تزال تشكل رافعة مجتمعية مهمة، وخزانًا نضاليًا لقادة المستقبل.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :